لنفترضِ الآن أَنَّا سقطنا، أَنا والعَدُوُّ، سقطنا من الجوِّ في حُفْرة ٍ... فماذا سيحدثُ ؟ سيناريو جاهزٌ: في البداية ننتظرُ الحظَّ... قد يعثُرُ المنقذونَ علينا هنا ويمدّونَ حَبْلَ النجاة لنا فيقول: أَنا أَوَّلاً وأَقول: أَنا أَوَّلاً وَيشْتُمني ثم أَشتمُهُ دون جدوى، فلم يصل الحَبْلُ بعد... يقول السيناريو: سأهمس في السرّ: تلك تُسَمَّي أَنانيَّةَ المتفائل ِ دون التساؤل عمَّا يقول عَدُوِّي أَنا وَهُوَ، شريكان في شَرَك ٍ واحد ٍ وشريكان في لعبة الاحتمالات ِ ننتظر الحبلَ... حَبْلَ النجاة لنمضي على حِدَة ٍ وعلى حافة الحفرة ِ - الهاوية ْ إلي ما تبقَّى لنا من حياة ٍ وحرب ٍ... إذا ما استطعنا النجاة! خائفان معاً ولا نتبادل أَيَّ حديث ٍ عن الخوف... أَو غيرِهِ فنحن عَدُوَّانِ... ماذا سيحدث لو أَنَّ أَفعى أطلَّتْ علينا هنا من مشاهد هذا السيناريو وفَحَّتْ لتبتلع الخائِفَيْن ِ معاً أَنا وَهُوَ ؟ أَنا وَهُوَ سنكون شريكين في قتل أَفعى لننجو معاً أَو على حِدَة ٍ... ولكننا لن نقول عبارة شُكـْر ٍ وتهنئة ٍ على ما فعلنا معاً لأنَّ الغريزةَ ، لا نحن، كانت تدافع عن نفسها وَحْدَها والغريزة ُ ليست لها أَيديولوجيا... ولم نتحاورْ، تذكَّرْتُ فِقْهَ الحوارات في العَبَث ِ المـُشْتَرَكْ عندما قال لي سابقاً: كُلُّ ما صار لي هو لي وما هو لك ْ هو لي ولك ْ!
الفيديو الرائع يبدأ بـ كتابة سيناريو رائع، أما التعليق الصوتي والموسيقى والبصريات جميعها أشياء تحسن من مستوى الفيديو، لكن الفكرة تحتاج لأن تكون على الورق في البداية. لذلك فإن لهذه الخطوة أهمية كبيرة في عملية صناعة الفيلم القصير او الفيديو، والأمر الجيد هو أنك تستطيع كتابة سيناريو استثنائي بسهولة إذا اتبعت الخطوات الصحيحة. والآن سنستعرض معاً 8 خطوات ستساعدك على كتابة سيناريو رائع للفيديو:- الخطوة الأولى:- حدد أهدافك بالخط العريض عليك أن تعرف بالضبط ماهي أهدافك قبل الكتابة، وكذلك ينبغي أن تحدد العناصر التي ستؤثر على قصتك. وهذا الأمر سيساعدك في ألّا يبتعد السيناريو عن أهدافك. هناك العديد من الأسئلة التي يجب أن تسألها لنفسك قبل البدء في كتابة السيناريو منها ما يلي:- لماذا أريد كتابة هذه القصة؟ ما هي رؤيتي؟ من هم جمهوري؟ لماذا سوف يهتم جمهوري؟ ما هي القيمة التي سوف تتوفر؟ ما الذي يجب أن يستخلصه جمهوري من هذا ؟ ومن هنا يمكنك أن تعد قائمة بما تريد تغطيته في السيناريو وبمجرد أن تنتهي منها يمكنك البدء في تجسيد كلماته. الخطوة الثانية:- صياغة القصة عدم وجود القصة هي المشكلة الأكبر التي يمكن أن تواجهك، لذلك ركز على بناء قصة قوية في السيناريو ترضي الجمهور وتعطيه فائدة ، فمن واجبك أن تعمل على امتاع جمهورك.
( صوت جهاز التنفس.. ) يسحب الرجل العجوز نفسه بصعوبة بالغة نحوى النافذة ، ويرفع الستارة قليلا ويتطلع بدهشة مبالغ فيها.. الرجل العجوز: " ياه.. يا له من مشهد رائع لا يتكرر كثيرا... هذا الغروب الجميل،، قرص الشمس كأنه جمرة بعيدة متوهجة تبعث في النفس بهجة لا مثيل لها ، أضوئها تتقاطر على صفحة مياه البحر اللامعة كقطرات ذهبية ،.. " يدير الرجل العجوز رأسه نحو الشاب.. الرجل العجوز: " هل تريد أن أخبرك المزيد.. " الشاب ( بلهفة وتحسر): " نعم أرجوك... " الرجل العجوز: " هناك طفل صغير.. ما أجمله من طفل ، انه يركض حافي القدمين على رمال الشاطئ الندية ،،،،، وهناك أيضا شاب ،،، كله حيوية ونشاط ، انه تقريبا في نفس عمرك يمسك بيد فتاة جميلة ، الفتاة تحاول الإفلات من قبضته بنعومة ودلع ، لاشك إنهما عاشقان ، آه.. إنها أجمل لحظات العمر ، كل شيء في هذه المرحلة من العمر جميلا ورائعا وممتعا.. آه أنظر إلى هذا الطائر الذي يعبر السماء الملبدة بغيوم رخامية متفرقة ، انه غراب ،، تعرف أول مرة أرى إن الغراب طائرا جميلا جدا ، انه جزء من هذا الجمال الباهر والممتع، ،،، " يرجع الرجل العجوز إلى الخلف ليستند على الوسادة ، وهو يلهث.. الشاب ( بتوسل): " أرجوك.. دعني اطلب من الممرضة أن تنقل سريري بجانب النافذة لأري بعض من هذه المناظر.. أنا لم أشاهد الخارج منذ الحادث ، منذ أن أدخلت هذا المستشفي.. منذ مدة طويلة جدا.. أرجوك.. " الرجل العجوز: " ألا يكيفك ما انقله إليك كل يوم ما أشاهده خلف هذه النافذة ، مع إنني أجاهد لفعل ذلك ، أرجوك ارحمني قليلا, وأرحم شيخوختي.. أنت تعرف إنني لا استطيع أن انقل لك كل أراه من مشاهد الرائعة بدقة ، إلا إنني أحاول رغم ما أشعر به من وهن وتعب.. فقط لأجلك.. يجب أن تكون صبورا.. الحياة مازالت أمامك ، أنت شاب في بداية حياتك ، أما أنا ، فأعيش بواسطة هذا الجهاز ، لم يتبقى لي من متع الحياة إلا ما أشاهده خلف هذه النافذة.. لم يتبقى لي من العمر الكثير.. " الشاب ( بألم): " أي بداية.. وأي حياة التي أمامي ، أنا أيضا مشلول مثلك ، وربما أكثر منك ،، لم يعد لي مكانا في هذه حياة.
مشهد 13 فجر/ داخلي غرفة في المستشفي ( صوت أقدام قادمة... تقترب.. ) ( صوت الباب ينفتح.. ) يفتح الشاب عينيه (صوت زر إشعال النور) النور يملا الغرفة بالكامل بقوة.. الشاب يغمض عينية بسرعة. الممرضة تدخل.. تقترب من الرجل العجوز الراقد شبه مفتوح العينين.. الممرضة: " يا إلهي.. " تبحث عن الزر النداء ، تجده بجانب السرير, تضغط عليه عدة مرات.. تخرج بسرعة.. ثم تدخل.. ويدخل بعدها ممرض1 وطبيب.. يجس الطبيب نبض الرجل العجوز.. ثم يخرج مصباحا صغيرا ويضيئه.. يوجه الضوء إلى عيني الرجل العجوز ، يفحص عيني الرجل العجوز عدة مرات.. الطبيب: " يبدو انه قد توفي منذ وقت طويل.. قد يكون في أول الليل.. " يخرج ممرض1.. الشاب ( بتقطع): " وهل تألم يا دكتور... " ينظر إليه الطبيب.. الطبيب: " يبدو انه قد مات بهدوء " تقوم الممرضة بإيقاف جهاز التنفس وسحب الأنابيب من جسم الرجل العجوز ، وتغطى رأسه بالشرشف. يدخل ممرض1 ومعه ممرض2.. ثم يبدآن بسحب السرير إلى الخارج.. ويخرج الطبيب خلفهما.. الشاب: " لو سمحتي ممكن تنقلي سريري إلى جانب النافذة.. " الممرضة تلقي عليه نظرة غريبة.. وتخرج.. يتبعها عيون الشاب بتلهف.. ثم يغمض عينيه.. تدخل الممرضة ومعها ممرض 3.. يتعاونان في سحب سرير الشاب إلى قرب النافذة.. وهما تبادلان حديثا مقتضبا وغير مفهوما.. الشاب: " اقرب شوية " الممرضة ( تقرب زر النداء): " إذا احتجت لشيء اضغط على الزر.. " عيون الشاب تتبعان الممرضة والممرض وهما يخرجان من الغرفة ،.. وعند الباب يحتكان ببعضهما ، ويبتسمان.. ( صوت غلق الباب.. ) مشهد 14 لقطة متوسطة Medium Shot: عيونه الشاب تزدادان بريقا وتلهفا.. يمد يده بلهفة نحوى الستارة.. يزيح طرف الستارة ببطء.. ( صوت إزاحة الستارة) مشهد 15 لقطة قريبة جدا Very Close Up الشاب تتسع حدقة عيناه برعب.. ترتجف شفتاه.. يتنفس بسرعة.. مشهد 16 لقطة متوسطة Medium Shot: الشاب رأسه ينزلق إلى الأسفل.. تبتعد الكاميرا بلقطات متقطعة وسريعة إلى الخلف في لقطة عامة Long Shot:.. لتملا الغرفة كامل الكادر.. ثم تتحرك إلى اليسار السرير.
وتغرق الغرفة في الظلام دامس... مشهد 6 لقطة عامة Long Shot من زاوية عاليه High Angle: ظهور تدريجي لعيون الشاب وهى تلمع في الظلام.. مشهد 7 لقطة متوسطة قريبة: Medium Close Shot: وجه الشاب.. وعيونه كأنها تترقب لحدث ما بخوف ووجل.. مشهد 8 لقطة قريبة: Close up: يد مرتعشة ، تحاول بجهد وتردد للوصول إلى سلك زر النداء بجانب الرجل العجوز.. ثم تسحب السلك.. مشهد 9 لقطة متوسطة: Medium Shot: الرجل العجوز وهو نائم بعمق ويتنفس بهدوء مع حركة أنابيب التنفس.. مشهد 10 لقطة قريبة: Close up: اليد.. تتجه إلى جهاز التنفس ،، وتضغط بسرعة على زر الإيقاف ، يتوقف الجهاز عن العمل. مشهد 11 لقطة متوسطة Medium Shot بزاوية عاليه High Angle: الرجل العجوز يفتح عينيه بقوة.. ويجتهد في التنفس.. تتحرك يده بوهن ، يبحث عن زر النداء.. يده ترتخي ،، تتسع حدقة عينية.. يجاهد في سحب أكبر كميه من الهواء من خلال أنبوب التنفس بلا جدوى.. عضلات وجهه تتقلص.. وتجحظ عيناه تم ترتخي.. يستسلم للموت.. مشهد 12 لقطة عامة Long Shot: تبتعد الكاميرا ببطء إلى الخلف في لقطة عامة لتملا الصورة الغرفة المظلمة ، لا نري إلا وجه الرجل العجوز المرتخي ،، ووجه الشاب الجامد ، وعيناه مضطربتين ، ،،، يمد يده ببطء ليشغل جهاز التنفس.. ( صوت جهاز التنفس الرتيب.. ) عيون الشاب تبدأ في الارتخاء كأنه يقاوم النوم.. تغمض عيناه ببطء تقل نسبة الضوء في الغرفة.... ويفتحها بسرعة.. يغمضها لبرهة.. يتكثف الظلام أكثر ، وأكثر.. ويغطى الظلام الغرفة بالكامل.