الحمد للَّه اختلف أهل العلم في حكم أكل الضبع ، على قولين: القول الأول: التحريم: وهو قول الحنفية. ودليلهم ما جاء عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه: ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السَّبُعِ) رواه مسلم (1932). وعن خُزَيْمَةَ بْنِ جَزْءٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ الضَّبُعِ ، فقال: ( أَوَ يَأْكُلُ الضَّبُعَ أَحَدٌ ؟! ) وَسَأَلْتُهُ عَنْ الذِّئْبِ فَقَالَ: ( أَوَ يَأْكُلُ الذِّئْبَ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ ؟! ) رواه الترمذي (1792). غير أنه حديث ضعيف لا يصح الاستدلال به ، قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي. القول الثاني: الحل والإباحة: وهو قول أكثر العلماء وقد رواه ابن أبي شيبة (5/536) وعبد الرزاق (4/523) عن علي وابن عمر وابن عباس وجابر وأبي هريرة وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم. وهو قول أبي يوسف ومحمد من الحنفية ، وقول الشافعية والحنابلة والظاهرية. انظر: "الأم" (2/272) ، وابن حزم في "المحلى" (7/401). واستدلوا على ذلك: بما جاء عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: الضَّبُعُ أَصَيْدٌ هِيَ ؟ قَالَ: نَعَمْ.
وقد اختار علماء اللجنة الدائمة للإفتاء القول بإباحة أكل الضبع. انظر: "فتاوى اللجنة الدائمة" (22/185). وكذا اختاره الشيخ صالح الفوزان في كتابه: "الملخص الفقهي" (2/747). والله أعلم.
البوابة التعليمية الإلكترونية لحقوق الإنسان (وطني يحمي حقوقي) هي مشروع شراكة بين هيئة حقوق الإنسان ووزارة التعليم. تم تدشينه بتاريخ 26 ربيع الأول 1439 هـ الموافق 24 ديسمبر 2017م. وتهدف البوابة التعليمية إلى تعريف طلبة التعليم العام بثقافة حقوق الإنسان، وتبصيرهم بها بصورة صحيحة، بما يمكنهم من معرفة حقوقهم، وكيفية التعاطي معها، وإدراك مدى ما يوفره لهم وطنهم في مجال حقوق الإنسان. وتتميز هذه المنصة التعليمية بسهولة الاستعمال وتنوع المصادر حيث يمكن للمتصفح الاطلاع على عدد من المراجع والوثائق المحلية والإقليمية والعالمية في مجال حقوق الإنسان، ومعرفة الجهات المعنية بحقوق الإنسان محليًّا ودوليًّا، وأهمية حقوق الإنسان في الإسلام. وتسعى هذه البوابة إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان داخل مدارس التعليم العام في السعودية بطريقة تفاعلية، والمساهمة في توعية الطلبة في مدارس المملكة كافة بثقافة حقوق الإنسان عن طريق جملة من الوسائط التعليمية الحديثة التي تعزز لدى الطلاب هذا المفهوم، وتنميته لديهم وفق مستويات نموهم المختلفة. وركزت البوابة التي حملت شعار «وطني يحمي حقوقي» في محتواها الأساسي على إبراز جهود المملكة في مجال تعليم حقوق الإنسان، وتعريف الطلبة بتلك الجهود، والتوعية ونشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع التعليمي، إضافة إلى تحفيز أفراد المنظومة التربوية لتبني ثقافة حقوق الإنسان، وإدراك واجباتها، فضلاً عن تعزيز مفاهيم وتطبيقات حقوق الإنسان في مختلف المراحل الدراسية.
قُلْتُ: آكُلُهَا ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ قُلْتُ: أَقَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: نَعَمْ. رواهالترمذي (851) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2494). وأجابوا عن أحاديث تحريم كل ذي ناب من السباع بجوابين: 1- قالوا بتخصيص الضبع من عموم حديث تحريم كل ذي ناب من السباع ، ودليل التخصيص هو حديث جابر رضي الله عنه ، فيحرم كل ذي ناب من السباع إلا الضبع. 2- وأجاب بعضهم بأن الضبع لا يشمله حديث التحريم أصلا ؛ لأنه ليس من السباع العادية. قال ابن القيم في "إعلام الموقعين" (2/136): " إنما حرم ما اشتمل على الوصفين: أن يكون له ناب ، وأن يكون من السباع العادية بطبعها: كالأسد والذئب والنمر والفهد ، وأما الضبع فإنما فيها أحد الوصفين ، وهو كونها ذات ناب ، وليست من السباع العادية ، ولا ريب أن السباع أخص من ذوات الأنياب ، والسبع إنما حرم لما فيه من القوة السبعية التي تورث المغتذي بها شبهها ، فإن الغاذي شبيه بالمغتذي ، ولا ريب أن القوة السبعية التي في الذئب والأسد والنمر والفهد ليست في الضبع حتى تجب التسوية بينهما في التحريم ، ولا تعد الضبع من السباع لغة ولا عرفا " انتهى. وقد ذكر هذين الجوابين الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/568).