في إطلالة أخيرة بصفته رئيسا للولايات المتحدة، ألقى باراك أوباما خطابه الأخير من مدينة شيكاغو، التي شهدت انطلاقته السياسية، بحضور زوجته ميشال وابنتيه ونائب الرئيس جو بايدن. وتطرق أوباما إلى مجموعة من الإنجازات التي طبعت فترة حكمه كرئيس للولايات المتحدة لولايتين متتاليتين، داعيا الأمريكيين إلى التمسك بالديمقراطية والوحدة. شكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الوداعي في شيكاغو مساء الثلاثاء مواطنيه على الدعم الذي قدموه له، مؤكدا أن الولايات المتحدة هي اليوم "أفضل وأقوى" مما كانت عليه عندما اعتلى السلطة قبل ثمانية أعوام. وقال أوباما (55 عاما) في خطاب إلى الأمة ، هو الأخير له قبل أن يسلم السلطة الأسبوع المقبل إلى دونالد ترامب (70 عاما)، أن التحدي الديمقراطي يعني "إما أن ننهض كلنا أو أن نسقط كلنا"، داعيا الأمريكيين إلى الوحدة "أيا تكن اختلافاتنا"، مع إقراره في الوقت نفسه بأن العنصرية لا تزال "عاملا تقسيميا" في المجتمع الأمريكي. وشدد ا لرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة على الإنجازات التي تحققت خلال ولايتيه المتعاقبتين، معددا خصوصا خلق الوظائف وإصلاح نظام التأمين الصحي وتصفية أسامة بن لادن.
وألقى أوباما أول خطاب بعد فوزه في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2008 على مسافة قريبة من تلك الساحة، في غراند بارك الحديقة العامة الكبرى الواقعة بين بحيرة ميشيغان وناطحات السحاب. وقال أول رئيس من أصول أفريقية للولايات المتحدة آنذاك "لقد استغرق الأمر وقتا طويلا، لكن هذا المساء وبفضل ما أنجزناه اليوم وخلال هذه الانتخابات وفي هذه اللحظة التاريخية، جاء التغيير". المصدر: وكالات
وفي شيكاغو، المدينة التي رسم فيها سيرة حياته المهنية وأصبحت معقله السياسي، خصص أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة القسم الأكبر من خطابه الوداعي للدفاع عن الديمقراطية. وقال "علينا جميعا، إلى أي حزب انتمينا، أن نتمسك بإعادة بناء مؤسساتنا الديمقراطية"، مشددا على قدرة الأمريكيين العاديين على التغيير". وأضاف "عندما تكون معدلات المشاركة في الانتخابات من بين الأدنى في الديمقراطيات الحديثة، يتعين علينا أن نجعل التصويت أسهل وليس أصعب"، مشددا على أن "دستورنا هدية رائعة (... ) ولكنه لا يتمتع بأي قدرة لوحده". ولم يتمكن أوباما من حبس دمعة انحدرت على خده عندما التفت لشكر زوجته ميشال وابنتيه ماليا وساشا على التضحيات التي تعين عليهن القيام بها بسبب توليه الرئاسة. وقال مخاطبا ابنتيه "من بين كل الأمور التي حققتها في حياتي، إن اعظم أمر أفتخر به هو أنني والدكما". ولم ينس أوباما في خطابه التطرق إلى التغير المناخي، مؤكدا أن إنكار هذه الحقيقة العلمية هو "خيانة للأجيال المقبلة". وقال "يمكننا ويتعين علينا أن نناقش الطريقة المثلى للتصدي لهذه المشكلة. ولكن الاكتفاء بإنكار المشكلة لا يعني خيانة الأجيال المقبلة فحسب، وإنما أيضا خيانة جوهر روح الابتكار وإيجاد الحلول العملية للمشاكل، وهي الروح التي أرشدت آباءنا المؤسسين".
شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ألقى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خطابه الوداعي مع اقتراب موعد تسليمه السلطة لخلفه، دونالد ترامب، مطلقا جملة تحذيرات حول مستقبل الديمقراطية في أمريكا وكذلك مستقبل العلاقات بين الأقليات. ودعا حزبه الديمقراطي إلى الوحدة في مواجهة المستقبل، كما طالب الأقليات بفهم هواجس "الرجل الأبيض". ودعا الحزب الجمهوري إلى الوحدة في ظل الرئيس المقبل، دونالد ترامب قائلا: "الديمقراطية لا تتطلب تطابقا كاملا.. ولكنها تحتاج إلى مستويات حس مبدئي بالوحدة. المبدأ هو أننا رغم اختلافاتنا فنحن نخوض هذا الأمر معا، وأنا سننهض أو نسقط معا. " وطالب أوباما الأمريكيين بتفهم بعضهم بشكل أفضل، مضيفا أن القوانين لن تكون كافية لتحقيق هذا الهدف، بل يجب دعمها بالحس الإنساني و"تغيير القلوب" كما قال، وتحدث عن المصاعب التي تواجهها الأقليات العرقية، ولكنه دعاها بالمقابل إلى تفهم "الرجل الأبيض الذي بلغ منتصف العمر" والذي يبدو من الخارج كأنه يحظى بكل المزايا في حين أنه بالواقع تعرض لهزات بدلت واقعه الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي. رمزية خطاب أوباما الأخير تنبع من اختياره لمدينة شيكاغو وليس البيت الأبيض لإلقائه، إذ سبق أن شهدت هذه المدينة صعود نجمه السياسي كما شهدت إعلانه الفوز بالرئاسة في انتخابات عامي 2008 و2012، وقد احتشد في القاعدة أكثر من 20 ألف شخص من أنصاره لسماع الخطاب.
وستلعب شيكاغو حيث تملك عائلة اوباما منزلا، دورا اساسيا في حياة الرئيس اوباما بعد انتهاء ولايته لانها ستكون مقرا لمكتبته الرئاسية ومؤسسته. وقرر اوباما الاقامة لبضع سنوات اضافية في واشنطن الى حين انهاء ابنته الصغرى ساشا دراستها الثانوية. لكنه يذكر باستمرار بتعلقه بشيكاغو قائلا "انها المكان الذي اكتسبت فيه نوعا من المثالية والمكان الذي التقيت فيه زوجتي، وحيث ولدت ابنتاي". وعند عودته ليل الثلاثاء الاربعاء الى واشنطن، لن يكون امام باراك اوباما سوى عشرة ايام في البيت الابيض. وفي هذا المبنى الرسمي، الاقدم في العاصمة الفدرالية الاميركية، عمل وعاش على مدى ثماني سنوات وفيه نشأت ابنتاه. وروى في مقابلة بثتها شبكة "اي بي سي" الاحد "انها احدى فوائد الرئاسة، كان الامر يستغرق 30 ثانية لكي اصل من المنزل الى المكتب" مضيفا "بفضل هذا الامر تمكنت من الحفاظ على حياة عائلية غنية كانت سندا لي طوال هذه الفترة".
بعد ولايتين رئاسيتين في البيت الأبيض وعن عمر يناهز 55 عاما، يلقي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما خطابه الأخير كرئيس للولايات المتحدة، من مدينة شيكاغو، التي شهدت انطلاقته السياسية. ويتحدث أوباما، الذي سيكون برفقة زوجته ميشال ونائب الرئيس جو بايدن، من "ساحة ماكورميك"، في قلب هذه المدينة الكبرى في ولاية إلينوي. قال أوباما على فيس بوك قبيل إلقائه الخطاب إن "شيكاغو هي بالنسبة لميشال ولي المكان الذي منه ابتدأ كل شيء"، وأضاف "عندما أتيت إلى شيكاغو للمرة الأولى كان عمري أكثر بقليل من 20 عاما، كنت أحاول أن أفهم من أنا، كنت أبحث عن هدف لحياتي". لمتابعة الخطاب على الهاتف الخلوي اضغط هنا باراك أوباما يبدأ خطابه الوداعي من مدينة شيكاغو التي شهدت انطلاقته السياسية أوباما يتوجه للحضور قائلا "أمريكا بفضلكم أصبحت مكانا أفضل" أوباما "نبقى الأمة الأقوى والأكثر ثراء في العالم" "وعدت ترامب أن إدارتي ستضمن انتقالا سلسا للسلطة" "لنا مكتسبات ديمقراطية يجب المحافظة عليها بمشاركة الجميع" أوباما يحذر الأمريكيين من أن التحدي الديمقراطي يعني "إما أن ننهض كلنا أو أن نسقط كلنا" "يجب أن نوفر نفس الفرص للجميع لتوحيد النسيج الاجتماعي في بلادنا" أوباما يدعو إلى الوحدة "أيا تكن اختلافاتنا" أوباما "علينا الاستثمار بالمهاجرين لتحسين اقتصادنا" أوباما يقر بأن العنصرية لا تزال "عاملا تقسيميا" في المجتمع الأمريكي "يجب أن نحارب التمييز العنصري من خلال توفير الخدمات الاجتماعية" أوباما "السياسة معركة أفكار على أساس مبادئ توحدنا من أجل مصلحتنا جميعا" "حرصت على ألا يوسم المسلمون في أمريكا بالتطرف والإرهاب" أوباما يشكر زوجته ميشال لمساندتها له خلال حياته "أغادر هذه المنصة وأنا أكثر تفاؤلا بالمستقبل" "آخر ما سأطلبه منكم كرئيس أن تؤمنوا بقدرتكم على التغيير وأن تتمسكوا بفكرة أننا قادرون على تحقيق الأفضل"
إذا قلت لكم إننا سنحقق المساواة في الزواج (للمثليين) وسنضمن حق التأمين الصحي لعشرين مليون مواطن آخرين، لو كنت قلت لكم كل ذلك آنذاك، لقلتم إنني أبالغ في طموحاتي". وأضاف أوباما "في غضون عشرة أيام، سيشهد العالم العلامة المميزة لديمقراطيتنا: الانتقال السلمي للسلطة من رئيس منتخب بحرية إلى الرئيس الذي سيليه. أبلغت الرئيس المنتخب ترامب أن إدارتي ستضمن انتقالا سلسا، كما فعل معي الرئيس بوش". أثنى أوباما في خطابه على قرينته ميشيل أوباما وابنتيه وماليا وساشا ومتحدثا عن مجابهة التطرف والإرهاب قال أوباما "نظرا للشجاعة الاستثنائية لقوات الأمن والجيش والاستخبارات وللدبلوماسيين الذين يدعمونهم، لم تنجح أي منظمة إرهابية أجنبية في شن هجمات على أراضينا في الأعوام الثمانية الماضية". وأضاف "وعلى الرغم من أن (الهجمات) في بوسطن وأورلاندو تذكرنا بمدى خطورة التطرف، فإن أجهزتنا الأمنية أكثر يقظة وفاعلية من أي وقت مضى". وقال أوباما "قضينا على عشرات الآلاف من الإرهابيين، ومن بينهم أسامة بن لادن. تمكن التحالف الدولي الذي نقوده من القضاء على قادتهم واسترد نحو نصف المناطق التي يسيطرون عليها. سيتم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ولن يعيش بأمان من يهدد أمريكا".
وتطرق أوباما إلى أن إدارته حققت إنجازات على صعيد محاربة الإرهاب، أهمها قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مشيرا إلى فخره كونه عمل قائدا عاما للقوات المسلحة. أميركا باتت أفضل وأكد الرئيس أن الولايات المتحدة باتت أفضل مما كانت عليه من قبل، وأن الديموقراطية لا تتطلب التجانس "بل الإحساس بالتضامن" بين أفراد الشعب، وأنها "لن تنجح إلا إذا شعر الناس أن أمامهم فرصا اقتصادية". وقال " الأغنياء يدفعون ضرائب أكثر، ومعدلات البطالة انخفضت أكثر من أي وقت مضى، ولو استطاع أحد أن يأتي بخطة تحسن الرعاية الصحية فأنا سأدعمها تماما". ولكن الرئيس أشار إلى أن " التقدم الذي أحرزناه لا يكفي"، مبينا أن " اقتصادنا لا يعمل بالطريقة المطلوبة، خاصة مع غياب المساواة". ونوه أوباما إلى أن العنصرية تشكل تهديدا آخر للديموقراطية في الولايات المتحدة، "فالعلاقة بين الأجناس المختلفة هي أفضل من أي وقت مضى، ونحن لم نصل للمكان الذي نريده، وكل واحد منا عليه مسؤولية". وكرر أوباما تعهده بتسليم السلطة بشكل سلس قدر الإمكان، " مثلما تعهد لي جورج بوش الابن قبل ذلك". ميشيل وبايدن ذرفت ماليا أوباما الدموع وهي تنظر إلى والدتها السيدة الأولى ميشيل أوباما التي كانت تبتسم متمكنة من حبس دموعها حينما نظر إليها الرئيس أوباما والدموع في عينيه، فخاطبها قائلا " ميشيل في آخر 25 سنة لم تكوني زوجة وأما لابنتي فقط، بل كنت أفضل صديقة لي، وجعلت البيت الأبيض مكانا يخص الجميع، و أنا أفخر بك، لقد جعلت البلاد تفخر بك".
/ الولايات المتحدة الولايات المتحدة نشرت في: 10/01/2017 - 12:45 رويترز مونت كارلو الدولية | أ ف ب يودع الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما الثلاثاء الحياة السياسية في الولايات المتحدة بعد ولايتين في البيت الابيض وفي سن 55 عاما. والديموقراطي الذي سيسلم السلطة في 20 كانون الثاني/يناير للجمهوري دونالد ترامب (70 عاما) اختار مدينة شيكاغو التي شهدت انطلاقته السياسية لإلقاء آخر خطاب له بصفته رئيسا. وسيتحدث اوباما الذي سيكون برفقة زوجته ميشيل ونائب الرئيس جو بايدن من "ساحة ماكورميك" في قلب هذه المدينة الكبرى في ولاية ايلينوي (شمال). والبطاقات المجانية لحضور هذا الخطاب الاخير نفدت السبت فجرا امام مركز المؤتمرات هذا حيث اصطف مئات الاشخاص وسط الصقيع على امل الحصول على مقاعد امامية. وكان اوباما القى اول خطاب بعد فوزه في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2008 على بعد شوارع من تلك الساحة، في غراند بارك الحديقة العامة الكبرى الواقعة بين بحيرة ميشيغن وناطحات السحاب. وقال اول رئيس اسود للولايات المتحدة انذاك "لقد استغرق الامر وقتا طويلا، لكن هذا المساء وبفضل ما انجزناه اليوم وخلال هذه الانتخابات وفي هذه اللحظة التاريخية، جاء التغيير".