ويجب إيقان حقيقة أنّ المرأة تعد الخاسر الأكبر في الطلاق، فضلاً عن المشاكل النفسية والاجتماعية التي تعاني منها، والتي تحتاج إلى فترة زمنية طويلة لتنتهي، بالإضافة إلى اضطرارها الخروج من منزلها، وإهدار حقوقها والتي يعتبر منصوص عليها ضمن الشريعة الإسلامية، ويقول الله جلّ وعلا بكتابه الكريم: (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ). ولكن مع الأسف نجد في العديد من الحالات، يقوم الأزواج بهضم حقوق زوجاتهم، وعدم إعطائهنّ حقوقهنّ كاملة كما ذُكرت في الشريعة، بل على العكس، تدخل القسوة إلى قلوبهم، ويبدؤون بالانتقام من زوجاتهم، فضلاً عن معاناة المطلقة من نظرة احتقار لها من قبل المجتمع، على الرغم من أنّ لها حق على المجتمع بشكل عام ، وعلى أسرتها بشكل خاص، وذلك لأنّ فشلها بالزواج لا يعني فشلها بالحياة، فمن الممكن أن تكون امرأة صالحة، ظُلمت من قبل زوجها، وقد تملك صفات غير متوفرة في غيرها من النساء المتزوجات، مثل: الخبرة بحقوق الزوج وتربية الأولاد. والآن سنستعرض في السطور التالية، ما هي حقوق المرأة المطلقة في المملكة، والتي يتوجب على كل مواطنة الإلمام بها لنفسها، أو للأشخاص المقربين لها ضمن العائلة.
حقوق المطلقة في السعودية من أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى هو الطلاق، حيث ورد ذكره في حديث شريف، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنّ أبغض الحلال إلى الله الطلاق) ، كما جاء ذكر الطلاق أيضاً في القرآن الكريم، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة، الآية رقم 227: ( وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة227، هذا وينتج عن الطلاق مشكلات اجتماعية كبيرة، لاسيما في حالة وجود أطفال. ولكن في الوقت نفسه قد يصل مستوى الخلاف بين الزوجين إلى أقصى حد، ويشتد الخصام، وتصبح الحياة بينهما شبه مستحيلة، وتفشل جميع الحلول للإصلاح بينهما، في هذه الحالة لا يوجد حل سوى الطلاق. وببساطة شديدة الطلاق هو انفصال الزوج عن زوجته، ويمكن أن يتم بحسب الشريعة الإسلامية، من خلال إلقاء الزوج يمين الطلاق على زوجته لفظاً، أو غيابياً من خلال طلب الطلاق من القاضي، وذلك في حال غياب زوجته وعدم حضورها. -إحصائيات عن عدد حالات الطلاق في المملكة وخلال الفترة الأخيرة، وطبقاً لأحدث إحصائيات عن عدد حالات الطلاق في المملكة، نجد أنّه قد ارتفعت نسبة الطلاق في سنة 2016 بشكل كبير، وأصبحت هناك 127 حالة طلاق يومياً ، أي بمعدل خمس حالات طلاق كل ساعة، وذلك في جميع مناطق المملكة.
من جانب أخر ذكرت المحامية بيان زهران أن المرأة باتت أكثر وعيا وانفتاحا ما جعلها تتحرى عند تلقي المعلومات واهتمت بالتثقيف القانوني ، ما ساهم في الحفاظ على الحقوق ،عكس ما كان موجود سابقا حيث كانت هناك جهل بالحقوق وتضطر المرأة لتقبل العنف الواقع عليها وعلى أبنائها، ودائما ما كان يدعوها أهلها إلى التحمل والصبر.